نقلت وكالة "نوفوستي" عن المصدر في هيئة الأركان لأسطول الشمال الروسي قوله: "حسب خطة التدريب القتالي ستبحر "الأميرال كوزنيتسوف" في الخريف المقبل لتقوم برحلة بعيدة، لكن ذلك لن يحصل قبل أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وفي الوقت الراهن، يقدم طاقم السفينة الامتحانات الفصلية".
وأضاف أن طياري الطائرات والمروحيات التي ترابط على متن السفينة، عادوا مؤخرا من القرم، حيث تدربوا على ميدان تدريب "نيتكا" الفريد والذي يحاكي متن حاملة طائرات، وبدأوا بالتدريب على الإقلاع والهبوط على متن حاملة الطائرات الحقيقية.
وتابع أن حاملة الطائرات ستتوجه إلى البحر الأبيض المتوسط برفقة سفن حراسة، مضيفا أن أطقم هذه الطائرات تستعد حاليا للرحلة البعيدة. ولم يكشف المصدر عن ماهية السفن التي ستتوجه إلى البحر المتوسط وطبيعة المهام التي ستكلف بها.
وكانت صحيفة "كوميرسانت" الروسية قد ذكرت نقلا عن مصادر عسكرية، أن وزارة الدفاع الروسية تدرس خيارين للانتقام من إسقاط مروحية "مي-25" في سوريا يوم 8 يوليو/تموز، إذ أسفر هذا الهجوم عن استشهاد طيارين روسيين.
وحسب الصحيفة، يتعلق الخيار الأول بتكثيف الغارات الروسية على مواقع الإرهابيين، واللجوء إلى استخدام صواريخ مجنحة عالية الدقة تطلق بواسطة منظومات "كاليبر" من على متن سفن وطائرات حربية، فيما يتعلق الخيار الثاني بالانضمام حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" لعملية "الانتقام"، بما في ذلك استخدام الطائرات والمروحيات التي ترابط على متنها في العمليات القتالية. وفي هذا السياق أوضحت الصحيفة، أنه من المحتمل أن يتم تعديل مواعد الرحلة المقررة للسفينة إلى البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى احتمال انضمام "الأميرال كوزنيتسوف" للعملية ضد الإرهاب في سوريا في أواخر أغسطس/آب المقبل.
الى ذلك كشفت مصادرعسكرية روسية عن الخيارات المتاحة للانتقام من تنظيم "داعش"، لاستشهاد طيارين روسيين بإسقاط مروحية قتالية قرب تدمر يوم 8 يوليو/تموز.ذكرت صحيفة "كوميرسانت" أنه لم تصدر حتى الآن من وزارة الدفاع أو الكرملين أي تصريحات رسمية حول الرد العسكري المحتمل على إسقاط المروحية، لكنها نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش الروسي يدرس إمكانية زيادة عدد الطلعات القتالية من قاعدة حميميم، وإشراك حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتشوف" والطائرات التي ترابط على متنها في عملية "الانتقام".
وذكرت الصحيفة بأنه حسب الرواية الرسمية، فقد كان الطياران الروسيان المكلفان بتدريب العسكريين السوريين، يقومان بطلعة مخطط لها على متن مروحية سورية من طراز "مي-25" (نسخة معدة للتصدير عن مروحية "مي-24").
لكن مصادر عسكرية ذكرت أن الحديث يدور في حقيقة الأمر عن مروحية روسية حديثة من طراز "مي-35 إم"، علما بأنه سبق للجيش الروسي أن نشر عدة مروحيات من هذا الطراز في قاعدة حميميم بريف اللاذقية في مارس/آذار الماضي.
وتابعت الصحيفة أن مجموعة جوية، ضمت مروحيتي "مي-35" على الأقل، كانت تقوم بطلعات استطلاعية في ريف حمص، عندما لاحظ طاقم المروحية بقيادة العقيد رفعت حبيبولين أن مجموعة كبيرة من ارهابيي "داعش" شنت هجوما على مواقع الجيش السوري في شرق تدمر.
ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر قوله: "تمكن الارهابيون من اختراق دفاعات الجيش السوري، وكانوا يتوغلون بسرعة في عمق المنطقة، ما هدد بسقوط المرتفعات المطلة على المنطقة في أيديهم". وأضافت المصادر أن الجيش السوري لم يكن يتمتع بأي احتياطات في هذا الاتجاه.
وفي هذه الظروف، قرر العقيد حبيبولين وهو قائد الفوج الـ55 في قوام الجيش الرابع للقوات الجوية والفضائية والدفاع الجوي في روسيا، الدخول في القتال بلا تباطؤ، وأطلق النار على الارهابيين. وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة بأنه كانت للعقيد خبرة قتال كبيرة، علما بأنه شارك في الحربين الشيشانيتين الأولى والثانية والحرب مع جورجيا في أغسطس/آب 2008.
وبعد استنفاد الذخيرة، حاولت المروحية العودة إلى القاعدة، لكن صاروخا أطلقه الارهابيون أصاب المروحية في مؤخرتها. وفقد الطاقم السيطرة على المروحية مباشرة، وهي سقطت بعد ثوان وانفجرت على الأرضي. ولم تكن للطاقم الذي ضم بالإضافة إلى العقيد حبيبولين الملازم يفغيني دولغينـ أي فرص للنجاة. وتمكن الجنود السوريون من انتشال جثتا الشهيدين ونقلهما إلى قاعدة حميميم.
وأكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى للصحيفة أن الهجوم على المروحية الروسية لن يبق دون رد. وذكرت بأن الجيش الروسي رد بقسوة على كافة الهجمات السابقة التي أدت إلى خسائر بشرية في صفوف مجموعة القوات الروسية في سوريا. وبمقتل حبيبولين ودولغين، بلغت حصيلة القتلى الروس خلال الحرب في سوريا، 13 عسكريا.
وفي هذا السياق، أعادت "كوميرسانت" إلى الأذهان أن سلاح الجو الروسي رد بشدة على مقتل الطيار الروسي أوليغ بيشكوف برصاص مسلحين بعد إسقاط قاذفته "سو-24" من قبل سلاح الجو التركي يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ولمدة 24 ساعة بلا انقطاع، كانت الطائرات الروسية تشن غارات مكثفة على المنطقة التي سقطت فيها الطائرة الروسية، انتقاما لمقتل قائدها.
ومن غير المستبعد أن يعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن ماهية الإجراءات الانتقامية ردا على الهجوم الأخير، خلال اجتماع لقيادة وزارة الدفاع الروسية مقرر عقده في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وحسب المصادر، بين الخيارات التي تدرسها وزارة الدفاع، تكثيف الطلعات القتالية في سماء سوريا أضعافا، وتوجيه سلسلة جديدة من الضربات باستخدام صواريخ مجنحة عالية الدقة تطلق من منظومات "كاليبر" من سفن حربية وطائرات.
وفي الوقت نفسه، حذرت "كوميرسانت" من أن مثل هذا التكثيف لعمليات سلاح الجو الروسي، من شأنه أن يؤثر على نظام الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ في بعض مناطق سوريا في إطار اتفاق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الروسي قد دعا خلال مكالمة هاتفية أجراها يوم 7 يوليو/تموز مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، إلى المساهمة في تنصل المعارضة السورية المعتدلة من الإرهابيين في أقرب وقت. لكن الصحيفة نقلت عن مصادر روسية تأكيدها أن الوعود التي قدمتها واشنطن منذ 3 أشهر بشأن الفصل بين "المعتدلين" والإرهابيين في سوريا ما زالت حبرا على ورق.
أما الخيار الثاني للانتقام، فيرتبط بإشراك حاملة الطائرات الروسية الوحيدة "الأميرال كوزنيتسوف" والطائرات التي تحملها على متها (قرابة 15 مقاتلة "سو-33" و"ميغ-29 كا/كوب" وقاربة 10 مروحيات "كا-52 ك" و"كا-27" و"كا-31") في عملية "الانتقام".
وسبق لوكالة "تاس" أن ذكرت أنه من المخطط أن تنضم حاملة الطائرات لحملة توجيه الغارات إلى مواقع "داعش" في سوريا بدءا من أكتوبر/تشرين الأول المقبل وحتى يناير/كانون الثاني عام 2017، وذلك انطلاقا من الجزء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. لكن مصادر عسكرية أكدت لـ "كوميرسانت" أنه في حال صدور قرار بهذا الشأن فإن هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، ستضم حاملة الطائرات لعملية مكافحة الإرهاب في سوريا قبل الموعد المحدد وتحديدا في أواخر أغسطس/آب القادم.