كشفت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، الاثنين، نقلا عن قادة عسكريين عن وجود قوات بريطانية خاصة تقاتل في سوريا.
تدافع هذه القوات كمهمة لها عن جماعة مسلحة تسمى "جيش سوريا الجديد" والتي دربتها القوات الامريكية والبريطانية في الاردن لأنها تتعرض بشكل شبه دائم لهجمات "داعش".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العملية تمثل أول دليل على مشاركة القوات البريطانية مشاركة فعلية في النزاع السوري، وليس مجرد تدريب قوات ما يسمى بالمعارضة في الأردن.
وتعبر القوات البريطانية الخاصة الحدود بين سوريا والأردن بشكل مستمر لمساعدة وحدات ما يسمى "جيش سوريا الجديد" الذي يسيطر على قرية التنف الحدودية بعد طرد "داعش" منها.
وتتشكل وحدات ما يسمى "جيش سوريا الجديد" من عناصر مسلحة تلقوا تدريبات عسكرية أمريكية وبريطانية في الأردن.
ويقدم موقعنا آرام بريس تعريفا بهذا التشكيل العسكري العميل للغرب والذي يتخذ له الغرب اسم جيش سورية الجديد ولماذا تم انشاؤه؟
أعلن عن انشاء هذه التشكيل في شهر نوفمبر 2015 و يضم "جبهة الأصالة والتنمية" التابعة لـ ما يسمى "الجيش الحر" إضافة إلى بعض العناصر السلفية
جاء في بيان اعلانه في حينه " أنه لن يرفع بندقيته إلا في سبيل الله في وجه العدو المتفق عليه وهو داعش وأعوانه" ،
وكان واضحا في فيديو الاعلان عن انشائه في حينه : أن عناصره خضعوا لعمليات تدريب على أسلحة أمريكية الصنع كانت واضحة في الفيديو، ولم يذكر بيان انشاء هذا التشكيل ان مهمته قتال الجيش السوري بل داعش لأن الولايات المتحدة اشترطت آنذاك أن تكون الأولوية لقتال داعش أما الصيغة الجديدة التي عبر عنها هذا التشكيل العميل للغرب "جيش سوريا الجديد" فتقوم على حل وسط يقبل بموجبه التكتل الجديد بمحاربة تنظيم الدولة أولا على أن تقبل واشنطن محاربة الجيش الجديد لقوات الحكومة السورية بعد الانتهاء من محاربة التنظيم، وهو ما قبلت به الإدارة الأمريكية على ما يبدو.
الأهداف
أصدرت ما يسمى "جبهة الأصالة والتنمية" العميلة للغرب وهي المكون الرئيسي لـ "جيش سوريا الجديد" بيانا قالت فيه إنها "تسعى لتحرير أكبر المناطق السورية المحتلة وهي المنطقة الشرقية، الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" الارهابي.
وقد اختيرت المنطقة الشرقية لأن مكونات "جيش سوريا الجديد" كانت في السابق تقاتل في هذه المنطقة وفي مقدمهم خزل سرحان نفسه حين كان قائدا لـ "كتائب الله أكبر" التابعة لـ "جبهة الأصالة والتنمية" قبل أن ينسحب مع القوى الأخرى من المنطقة إلى البادية، عقب سيطرة داعش الارعابي على مناطق من دير الزور في تموز / يوليو من العام ا2014
ومن الواضح من التشكيل الجديد ومكان معاركه، أن الولايات المتحدة تعمل على تشكيل قوى عسكرية في مناطق تواجد تنظيم الدولة، بحيث تكون قوى سورية غير مرتبطة بأجندات فصائل إسلامية أو أجندات دول إقليمية، كما حدث في الشمال السوري حين تم الإعلان عن "قوات سوريا الديمقراطية" في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهو تشكيل عسكري ضم (التحالف العربي السوري، جيش الثوار، غرفة عمليات بركان الفرات، قوات الصناديد، تجمع ألوية الجزيرة، المجلس العسكري السرياني المسيحي، وحدات حماية الشعب الكردية، وحدات حماية المرأة(
تقوم الاستراتيجية الأمريكية على تشكيل قوى عسكرية سورية في مناطق جغرافية ينتشر فيها داعش الارهابي ، وتكون في نفس الوقت بعيدة عن الفصائل الإسلامية التكفيرية القوية مثل "جبهة النصرة" كي لا يتكرر نموذج "الفرقة 30" العميلة وقبلها "حركة حزم" الارهابية وقبلها "جبهة ثوار سوريا" العميلة ، ومن شأن تواجد التشكيلات العسكرية هذه المدعومة أمريكيا بعيدا عن الفصائل الإسلامية أن يحمي ظهرها ويجعل مهامها واضحة.
وعلى خلاف ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" المؤلفة من مكونين عربي وكردي لضرورات تتطلبها البنية الديمغرافية في الشمال، تحرص واشنطن أن لا يكون في "جيش سوريا الجديد" أي مكون غير عربي سوري، حيث تخطط واشنطن في حال استطاعت استعادة المناطق المحررة من "داعش" الارهابي أن تسلمها لقوى عربية سورية، لا للأكراد خشية من ازدياد نفوذهم من جهة، وخشية من تفجير تحالفاتهم الإقليمية لا سيما مع تركيا.