لسنا من الذين يصفقون للفتنة., فنحن أكثر العارفين بأنها أشد من القتل, و لكننا من موقع المسؤولية أخذنا على عاتقنا أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية, وإذا لم نكن أصدقاء فليس بالضرورة أن نكون أعداء .
إنطلاقاً من توجيهات القائد المؤسس حافظ الأسد رحمه الله ونَجله السيد الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد., وانطلاقا من واجبنا الاخلاقي والمهني في شبكة ارام بريس الاخبارية, أدركنا و أيقنا وعلى العهد حافظنا و أقسمنا أن لا نسكت على الخطأ و أن نواجه كل عامل بعمله مهما دنا أو علا شأنه ، و أن لا تأخذنا في قول كلمة الحق لومة لائم., فسوريا أولاً و أخيراً.
في الآونة الأخيرة أخذت القيادة السورية على عاتقها مهمة شبه مستحيلة تُخسَبُ لها في كل المحافل و تُرفَعُ لها القبعات...... مهمة مكافحة الفساد والمفسدين التي طالت حيتان الفساد والمال و الكسب غير المشروع من الذين إستغلوا الظروف الصعبة التي إنشغلت بها قيادة البلد و مواطنيها للتصدي لأبشع هجمة شهدها القرن الواحد و العشرون , أمام الحق و القضاء و شفافيتهما لا يوجد حصانة و لا يوجد كبير ، فكل نفسٍ بما عملت رهينة .
لا يخفى على أحد أن السنوات العجاف التي ألَمَّت بالجمهورية العربية السورية كانت أقسى و أثقل من سنوات الحرب العالمية الثانية, ذلك أن سوريا الحبيبة بين ليلة و ضحاها وجدت نفسها وحيدة في مهب الريح بعد أن تحول الأشقاء إلى ألدِ الأعداء ، ووصل سمهم القاتل إلى عُقرِ كل دار مُلِماً بكل عائلة سورية., فعلى الصعيد الإجتماعي، شهادة الشهداء وجراح الجرحى ودموع الثكالى تكفي.... وعلى الصعيد الإقتصادي نجد من يسعى الى انهيار الاقتصاد, إضافة الى أن تصريحات بعض المسؤولين الحكوميين لم ترتقي الى مستوى عقل الشعب السوري وتحمل هذا الشعب لمسؤولية الدفاع عن الوطن, ليبقى المواطن السوري في ساحات القتال و الشرف و في ساحات إعادة بناء الإنسان و البنيان وحيداً, وما أجملها من وِحدَة تكشف الحقائق, تجبر الإنكسار و تلم الشمل و تبني سوريا الغد .
هنا تجدر الاشارة اننا لسنا بصدد الدفاع عن احد او تبييض صفحة اي مسؤول, وحيث ان واجبنا المهني والاخلاقي يحتم علينا ان نبرز الحقائق كما هي وبدون تشويه, فاننا نضع بين ايدي قرائنا الأعزاء حقيقة مشروعي الاستوديو الزجاجي والبناء الملحق في الجهة الشرقية لمبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون ونترك الحكم لكم يا قرائنا الاعزااء فتابعونا
ناتي لمناقشة هذا الموضوع الذي يتمحور حول مشروعين تابعين لوزارة الإعلام.
المشروع الأول: _ بناء مبنى مؤلف من ستة طوابق ملاصق للمبنى الرئيسي للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين من الجهة الشرقية .
المشروع الثاني :_ بناء أستوديو بانورامي و زجاجي على سطح المبنى الغربي للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين.
............
نص المشروع الأول: _
" عقد إتفاق بالتراضي رقم 2015/88 تاريخ 10/6/2015 "
بناءً على أحكام نظام العقود للجهات العامة الصادر بالقانون رقم 51 لعام 2014 ولا سيما المادة 39/أ/8 منه مع مراعاة البند /ب/من المادة /3/ من هذا النظام و على دفتر الشروط العامة لنظام العقود الموحد الصادر بالمرسوم رقم 450 لعام 2004 و على أحكام القانون 2 لعام 2005 و على كتاب جامعة دمشق رقم 23 ص تاريخ 25/1/2015 المتضمن ترشيح كلاً من السيد الدكتور محمد غريب و السيد الدكتور مؤيد صبح للتعاقد مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.....
فقد تم الإتفاق بين :_
الفريق الأول/ الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ممثلاً بمديره العام المهندس محمد رامز ترجمان .
الفريق الثاني / جامعة دمشق _ كلية الهندسة المدنية _ مكتب ممارسة المهنة ممثلاً بالدكتور المهندس محمد غريب و الدكتور المهندس مؤيد صبح .
على :_ إجراء دراسة لإنشاء مبنى مؤلف من ستة طوابق ملاصقة للمبنى الرئيسي للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الكائنة في ساحة الأمويين من الجهة الشرقية.
وقد تم تحديد قيمة إجراء هذه الدراسة بمبلغ خمسة ملايين و مئتان ألف ليرة سورية تسدد كما يلي:
م1= ثلاثة ملايين و خمسمئة ألف ليرة سورية .
م2= مليون و سبعمائة ألف ليرة سورية.
م3= باقي المبلغ .
................
نص المشروع الثاني :_
" عقد بالتراضي رقم 89/ 2015 تاريخ 10/6/2015 "
بناءً على أحكام نظام العقود للجهات العامة الصادر بالقانون رقم 51 لعام 2014 و لا سيما المادة 39/أ/ 8 منه و ذلك مع مراعاة البند/ ب/ من المادة /3/ من هذا النظام وعلى دفتر الشروط العامة لنظام العقود الموحد الصادر بالمرسوم رقم 45 لعام 2004 و على أحكام القانون 2 لعام 2005 و على كتاب جامعة دمشق رقم 10/ص بتاريخ 12/1/2014 المتضمن ترشيح كلاً من السيد الدكتور محمد غريب و السيد الدكتور مؤيد صبح للتعاقد مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تم الإتفاق بين :_
الفريق الأول: _ الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ممثلاً بمديره العام المهندس محمد رامز ترجمان.
الفريق الثاني :_ الدكتور المهندس محمد غريب و الدكتور المهندس مؤيد صبح.
على :_ إجراء دراسة لإنشاء أستوديو بانورامي معدني و زجاجي على سطح المبنى الغربي للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الكائنة في ساحة الأمويين بدمشق .
--- مدة الدراسة 75 يوماً .
--- تكلفة الدراسة خمسة ملايين و مئتان ألف ليرة سورية.
ملاحظة مهمة / ورد في كِلا العقدين موضوع هذا التقرير أن العقد لا يعتبر نافذاً إلا بعد تصديقه من الجهات المختصة و تبليغ الفريق الثاني بأمر المباشرة / و قد تم التصديق عليهما .
...........بعد إطلاعنا على حيثيات هذه العقود بشكل رسمي تبين لنا ما يلي :_
1---- هذه العقود تم توقيعها بين فريقين ، و قد كان مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون المهندس محمد رامز ترجمان طرفاً فيها بصفته مدير عام الهيئةالعامة للإذاعة والتلفزيون.
2---- تاريخ أمر إجراء الدراسة لكلا المشروعين كان محصوراً في الشهر السادس من عام 2015 .
3---- الدكتور عمران عاهد الزعبي كان حينها هو وزير الإعلام في الفترة ما بين 23 حزيران 2012 _ 3 تموز 2016 . وكان الدكتور وائل الحلقي رئيساً لمجلس الوزراء من تاريخ 9 آب 2012 _ 3 تموز 2016 .
4---- المهندس محمد رامز ترجمان شغل منصب مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون منذ 2011_2016 .ووزيراً للإعلام منذ 2016 _ 2017 في حكومة المهندس عماد خميس التي إمتدت منذ 2016 إلى الآن.....
.............
نستنتج من كل ما سبق :_
أن وزير الإعلام الأستاذ عماد سارة ليس له علاقة بهذين المشروعين, وانه لا يستحق كل ما ينسب إليه من اتهامات وردت في بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي و التي اتهمته بالضلوع في هذين المشروعين بشكل سلبي ، والدليل على ذلك :
1---- الأستاذ عماد سارة شغل منصب مدير قناة الإخبارية ما بين 2011_2016 .
2---- مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ما بين 2016_2017 .
3---- بصفته مديراً عاماً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون و بما أنه بات يُعتبر حُكماً طرفاً في العقدين موضوع البحث خلفاً للمدير السابق محمد رامز ترجمان فقد قام بفسخ عقود تنفيذ هذين المشروعين المشار إليهما آنفاً, متحملاً بذلك المسؤولية القانونية و دافعه لذلك أن الأوضاع الحالية التي تمر بها سورية لا تسمح بإنشاء هذه المشاريع وحتى لو تجاوزنا التكلفة المادية كسبب فإن إنشاء هذه المشاريع في موقع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون يعتبر ضرباً من الجنون إن لم يكن إنتحار, ذلك أن مبنى التلفزيون كان هدفاً للإرهابيين و قذائف الهاون التي كانت تستهدفه بشكل يومي.
4---- أصبح الأستاذ عماد سارة وزيراً للإعلام بتاريخ 1/ يناير/ 2018 خلفاً للسيد محمد رامز ترجمان الذي لم يكمل عاماً واحداً في منصبه .
5----بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي, وعلى إختلاف أنواعها أشارت إلى أن مشروع إنشاء أستوديو بانورامي معدني و زجاجي على سطح المبنى الغربي للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بلغت 40 مليون ليرة سورية لدراسة المشروع ، و 838 مليون ليرة سورية لتكلفة البناء .
استطعنا ان نتوصل إلى دحض وتفنيد هذا الإدعاء و ذلك من خلال إطلاعنا المباشر على الوثائق الرسمية والعقود التي تبطل هذه الاتهامات
6---- موضوعٌ آخر لفت إنتباهنا تتناقله وسائل الإعلام آنفة الذكر مفاده " أنه بتاريخ 2/8/2011 صدر قرار من مجلس الوزراء برقم 1562/ 2 يوصي ببناء مدينة إعلامية في مدينة دمشق " و أنه قد تم شراء أرض في منطقة سهل الديماس مساحتها 88،200 م2 و تم دفع ثمنها البالغ مليار ليرة سورية على أربع دفعات متساوية .
تبين لنا ما يلي :_
1---- أن رئيس الحكومة حينها هو السيد عادل سفر الذي إستمر بمنصبه من 14 نيسان 2011 الى 23 حزيران 2012 .
2----- وزير الإعلام في تلك الفترة كان الدكتور عدنان حسن محمود 2011_2012 .
3----- الأوضاع المأساوية التي عصفت بسوريا كانت سبباً في تعطيل إقامة هذه المشاريع التي ظهرت بشكل فجائي وليس من العقلانية حتى التفكير بها . و بالتالي فإن وزارة الإعلام ممثلةً بوزيرها الأستاذ عماد سارة لا تتحمل مسؤولية تعطيل مثل هذه المشاريع الذي كان سببه الظروف القاهرة و الصعبة التي ألَمَّت بسوريا و شعبها., مع العلم أن الإعلام السوري هدفه إجراء نهضة إعلامية حديثة و متطورة يصل مداها إلى كل العالم ريثما تنتهي القيادة من ترتيب البيت الداخلي و إصلاح الوضع الإقتصادي بعد أن إستطاعت على مدى ثمان سنوات أن تقضي على الإرهاب الذي أدمى القلوب بأفعاله القذرة .
في نهاية هذا التحقيق ......
لا يسعنا إلا أن نضع أنفسنا في مكان المسؤولية آخذين على عاتقنا قول الحقيقة وكشف خفايا الامور مع العلم أن كل ما نُشِرَ و سَيُنشَر بعيداً كل البعد عن الأهواء والمصالح الشخصية التي نُبرئ أنفسنا منها أمام الله والقائد والشعب.
Ammar Awad