انتقد فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان) انتقد، اقتراح الولايات المتحدة، تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، واصفا إياه بغير المجدي. وقال أوزيروف لوكالة "إنترفاكس"، الأحد 24 أبريل/نيسان، إن "علينا التعاون مع الولايات المتحدة على أساس المساواة، ولا يجب أن نقسم سوريا إلى مناطق نفوذ".
وتابع البرلماني قائلا: "إن إيجاد مناطق نفوذ أمر غير مقبول. وعلينا كضامنين لوقف إطلاق النار أن نكون متأكدين من أنه يشمل مجمل الأراضي السورية. هذا هو سبب دعواتنا المتكررة إلى الولايات المتحدة للتعاون معنا في المركز المعلوماتي ببغداد، وما زلنا مستعدين للتعاون معهم".
وأعاد أوزيروف إلى الأذهان أن إقامة مناطق نفوذ في ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية كان سابقة سلبية، لأن ذلك أحدث مشكلة بالنسبة للشعب الألماني، بل وللبشرية جمعاء".
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن، السبت 23 أبريل/نيسان، أن الولايات المتحدة عرضت على روسيا إقامة نظام مراقبة على مدار الساعة للهدنة في سوريا، قائلا: "اقترحنا وضع خط فاصل، معناه أنكم لا تذهبون إلى هنا، ونحن لا نذهب إلى هناك، أما فيما بينهما فسيكون اللعب نزيها". وأعرب الوزير الأمريكي عن أمله في أن يدرس الجانب الروسي هذا الاقتراح، على أن يكون تنفيذه ممكنا الأسبوع المقبل.
يذكر أن هناك مركزين يقومان حاليا بمراقبة التزام الأطراف السورية بوقف القتال، وهما مركز التنسيق الروسي في قاعدة "حميميم" الجوية بريف اللاذقية في سوريا، والمركز المماثل الأمريكي ومقره في العاصمة الأردنية عمان.كما يوجد مركز معلوماتي في بغداد، تم إنشاؤه لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي وتشارك في عمله كل من روسيا والعراق وإيران وسوريا.
من جانبه، اعتبر رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب (الدوما) الروسي، الأميرال فلاديمير كومويدوف (قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود سابقا)، أن الاقتراح الأمريكي يستحق الدراسة، على الرغم من أنه "جاء متأخرا بعض الشيء". وقال كومويدوف إنه لا يرى خطورة لهذا الاقتراح، "بشرط وجود تفاهم بيننا وبين الأمريكيين". وتابع قائلا إنه "كان يجب توزيع الجهود (بين روسيا والولايات المتحدة) حسب الاتجاهات والأماكن والمواعيد منذ وقت طويل. ولو تم ذلك في وقتها لكانت مكافحة داعش ستجري بفعالية أكبر".
ولم يستبعد العسكري الروسي أن يؤثر الاختلاف بين موسكو وواشنطن، في موقفهما تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، تأثيرا سلبيا على تعاونهما في سوريا. ومع ذلك، فقد أشار إلى وجوب الاستفادة من تجارب الماضي، قائلا: "هناك تجربة سلبية هي ما حدث في العراق وليبيا. هل يريد الرئيس الأمريكي أن يتكرر السيناريو نفسه في سوريا؟".