الحج الذي كان يجب أن لا يكون ملكا لأحد غير الله تعالى، أصبح اليوم محكوما فيه بالهوى، وسياسة التعسف السلطوي، فبعد منع السوريين من داخل سوريا من أداء مناسك الحج، تحريضا على نظامه، بعد التحريض الارهابي التكفيري، منع اليمنيون المحاصرون، والمعتدى عليهم تحت مبرر فرض شرعية كاذبة، والمقتول أبناؤهم ونساؤهم وكبارهم، بهمجية القصف الجوي، لقوى تدعي الاسلام - ولغت في دماء اطفال ابرياء قصفوا وطمروا تحت انقاض بيوتهم - تحالفت من أجل الحيلولة دون الشعب اليمني، وإرادته في تقرير مصيره، وألحقت ايران بالقائمة، بسبب احتجاجها على مقتل 473 حاجا من مواطنيها، واعتراضها على اجراءات السلامة المتبعة في الحج، والتي أثبتت فشلها في تجنيب الحجاج من مخاطر الموت، التي بقيت قائمة تزداد تفاقما كل موسم.
ما فوجئنا به جميعا اليوم، انكشاف اجراء خطير يخص الحرم المكي وحجيجه، تمثل في تعاقد شركة اسرائيلية لتنظيم الحج ظاهرا، ولكنه يحمل بين طياته تحديد الحجاج شخصيات ومواقع تواجدهم، بما يسمح بالتدخل في شأنهم، بما تراه المخابرات العالمية مفيدا لها، وغير بعيد ما وقع لعالمي الفضاء، وعدد من الدبلوماسيين الإيرانيين المقتولين في فاجعة منى.
الحرم المكي تحت حماية شركة أمنية إسرائيلية، هذا آخر ما وصلت إليه الرياض بعلاقاتها مع كيان الإحتلال.
(جي. فور. اس) (G4S) هي الشركة البريطانية الإسرائيلية المعروفة، التي ستتولى بحسب موقع الإذاعة الإسرائيلية، أمر تأمين حجاج بيت الله الحرام، الموقع أوضح أن السعودية تعاقدت مع الشركة، لتأمين الحجاج طيلة موسم الحج، عبر أساور إلكترونية.