نتذكر جميعا الرئيس الراحل الشهيد معمّر القذافي عندما كان يظهر على الشاشات (العربية) التي كانت تتفاخر بنقلها مجريات ما كان يسمى ربيعا عربيا نقلا مباشرا .. وكانت تنقل تعابيره (التي يوضح فيها القائد الراحل أن أجهزة الأمن والشرطة في بلاده لا تواجه متظاهرين سلميين وانما تواجه تنظيم القاعدة وأجانب وأناسا يتناولون أقراص مخدرة.. ) بصيغة توحي للمشاهد بالتعجب مما يقوله الرئيس
نتذكر جميعا تحذيرات القائد الأسد منذ بدايات المظاهرات في سورية تلك المظاهرات التي استغلت بسرعة أو خطط لها لتكون غطاء لأعمال ارهابية مسلحة وتفجيرات باسم الثورة والحرية .. عندما قال الرئيس الأسد ( ان ما يحدث في سورية لن يتوقف عندها بل سيسبب زلزال مدمرا سيضرب المنطقة كلها وسيصل الى أبعد من منطقة الشرق الأوسط وأوروبا) : كتبت الصحف الغربية حينها أن الأسد يهدد الشرق الأوسط وما وراء الشرق الأوسط بالصواريخ
لم نجد آذانا صاغية ولا عقولا متفتحة واعية لدى حكومات الدول غير الصديقة في المنطقة أو في الغرب ولا في برلماناتها ولا حتى صحفها الا في حيز ضيق ومحدود جدا
لقد سوق الغرب ومعظم ساسته وبرلمانييه _عن وعي أو عن سذاجة في انجرار وراء اعلام موجه مشبوه _ لمشروع قائم على التخريب والتدمير للآخر لفرض استسلامه ..
وعندما حانت الساعة.. وبدأ الارهاب الذي تمت رعايته من قبل الغرب وحكوماته ينتقل الىه .. تماما كما تنبأ القائد الأسد ..
استفاقوا في الغرب فاذا بطالبي الحرية في دول الشرق كما يحلو لاعلام الغرب وصفهم عندما كانوا في الشرق أصبحوا هم أنفسهم يسمون بالارهابيين في الغرب عندما يمارسون طقوس حريتهم في الغرب بأدوات تعبيرهم ذاتها التي استعملوها في الشرق من صاعق أو مواد متفجرة أو قنابل أو أسلحة ..
واذا بالحشيش والحبوب (التي تحدث عنه القائد الراحل القذافي .. منذ بدايات الحرب على بلاده اي حبوب الكبتاغون التي استعملت بكثرة من قبل طلاب الحرية في بلادنا وضبطنا منها الكثير في سورية وآخرها تم ضبطه في لبنان منذ يومين مما يعطي بالنسبة لي مؤشرات على ان مخطط تفجير الوضع في لبنان بات جديا وقريبا جدا) قد صار مادة اعلامية للتحليل في خلفيات ما جرى من أحداث و تفجيرات ضربت قلب عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسيل..
قبل أن أترككم مع الباحث والمؤرخ الفرنسي "بيير فيرمورين"، المتخصص في التاريخ المغاربي في حوار نشرته له اللوموند الفرنسية يربط فيه أحداث بروكسيل بالحشيش فانني أنوّه أن هناك نوعا آخر من الحشيش وأخطر منه هو " التحشيش" .. في ان يتعمّد المرء أن يصمّ أذنيه عن حقائق كانت واضحى منذ البداية وأن لا يجيد الربط بين المجريات وللمستقبل أقول أن أحداث بروكسيل من الواضح أنها جاءت لتجرّ قدم الاتحاد الأوروبي وبرلمانه نحو قرارات خطيرة تصعيدية كما أحداث بارس وكما أحداث 11 ايلول ، ان القوة التي ستتجه نحو الشرق ستكون لاكمال مخطط مرسوم فشل المخططون في اكماله ويحتاج الى تجييش الغرب الأوروبي أكثر ليتم توريطه عسكريا في الشرق وربما بريا لغايات لا تختلف في مضمونها عن الغايات التي بسببها تم اشعال ما سمي الربيع العربي أصلا
ربط المؤرخ الفرنسي "بيير فيرمورين"، المتخصص في التاريخ المغاربي، بين تناسل الخلايا الإرهابية في بلجيكا، على خلفية التفجيرات التي طالت محطة لقطار الأنفاق ومطار العاصمة بروكسيل، وأسفرت عن مقتل وجرح الكثيرين، وبين تصدير المغرب لأطنان من الحشيش إلى أوروبا.
قال أستاذ التاريخ المغاربي المعاصر بجامعة باريس 1، في حوار نشرته صحيفة "لوفيغارو"، بخصوص سؤال عن اختفاء صلاح عبد السلام، المتهم بتنفيذ تفجيرات باريس، طيلة أشهر في حي مولنبيك رغم تسليط الأضواء والحراسة الأمنية عليه، إن هذا يدل على وجود تضامن وتواطؤ محلي بين سكان الحي.
وجوابا على سؤال آخر من الصحيفة الفرنسية، أفاد الأكاديمي ذاته بأن داخل شبكات ومافيات تصدير وتوزيع الحشيش المغربي إلى أوروبا خاصة، نشأت الخلايا الإرهابية والجهادية في عدد من البلدان، ومنها على الخصوص بلجيكا، وسط الشباب الذي يعيش في الأحياء الهامشية.
وتابع المؤرخ الفرنسي أن هؤلاء الشباب الذين باتوا ينشطون في ترويج المخدرات الوافدة من المغرب اغتنوا من عائدات بيع الحشيش، وصارت لهم علاقات مع مزودي الأسلحة، كما صاروا يتقنون التنقل عبر الحدود الأوروبية بأمن ودون مشاكل، خاصة حول مضيق جبل طارق.
وفي حديثه عن خصائص هؤلاء الشباب الذين يلجؤون إلى العنف والتطرف، زعم المتحدث أنهم نشؤوا في سياق ريفي، وفي أوساط أمازيغية شمال المغرب، ويتحدثون بلهجات ولغات لا يفهمها رجال الأمن في بلجيكا، ولا في بلدان غربية أخرى، كما يتسمون بالخضوع لقائد الجماعة، وتنفيذ الأوامر.
وحول مدى معرفة ومتابعة السلطات المغاربية لهذه المجموعات، أورد أستاذ التاريخ المغاربي المعاصر، في حواره مع الصحيفة الفرنسية، أن "هذه السلطات تعرف جيدا هذه الشبكات"، مشيرا إلى أن "الحكومات الأوروبية تغض الطرف عن ذلك أيضا لشراء السلم الاجتماعي"، وفق تعبيره.
وتابع شارحا أن فكرة تجارة الحشيش لها ضرر قليل، فُرضت منذ عقود خلت في أوساط الحكومات الأوروبية، يمينية كانت أو يسارية، والتي كانت تعتبر أن إرساء الاستقرار بالمغرب يعلو على صحة الشباب الأوروبي، باعتبار أن التجارة في الحشيش تعيل منطقة متفجرة وفقيرة بالمملكة.
وبيّن المؤرخ الفرنسي أن النخب السياسية الأوروبية تعتقد أن أفضل وسيلة لشراء السلم الاجتماعي وسط الشباب المهاجرين في بلدانها، هي من خلال إغناء الفقراء منهم عبر المتاجرة في الحشيش القادم غالبا من المغرب، وإخماد الثورة الكامنة في نفوس آخرين من هؤلاء الشباب.
وأكمل المتحدث أن العنف والأمراض النفسية وحوادث السير وغيرها تظهر ثانوية، مقارنة مع تحويلات هذه المافيات، مضيفا أنه من الضروري بالنسبة للكثيرين في أوروبا عدم مواجهة هذه الشبكات بدعوى صون المغرب، والحفاظ على السلم في هوامش المدن الأوروبية، وتهدئة الشباب.
من وجهة نظري أنا لا أعتقد أن غض النظر من قبل السلطات البلجيكية هو لسذاجة أو قلة ادراك منها لحجم الخطر الناتج عن التغاضي عن قضية الاتجار بالحشيش .. فوراء الأكمة ما وراءها .. والمستقبل سيكشف