وحدها دُموعُ الحُزنِ المُتَمَّرِدَة لِنُصرَةِ الحُب كانت الرسالة....تَقُضُ يَقَظَةَ وأحلام الأجيال على مدى سبعةٍ و ثلاثين عاماً خَلَت... كان لِمِدادِ إرهابها و وحشيته لونين لا ثالث لهما...... الأحمر و الأسود, وكل يعلن التمرد والعصيان على تراكمات الآباء القدرية و عَبَثيتها ، بأسلوب واحد ..... إنه الحُب الذي يأبى أن يظل حبيس الصدور يُمَزِقُ ثَنايا الأفئدة....ولو أنه وليد الصُدفَة. يحلو الموت في سبيلين يتسع كُلٌ مِنهُما للآخر .....الحبيبة و الوطن.....و تبقى حَسرَةُ الآباء على الأبناءِ تَتلو قصيدة الإعتراف.....رغم كل المِحَن.
حَمَلَ حكايا بمساحة وطن إلى العالم كله بأعماله التي لامَسَت الأرواح ووقفت على عتبات القلوب.....فكانت رؤيته العميقة للحياة التي إنتزع فيها الجمال من باطن الألم وزرع الإبداع في قلب واقعٍ مرير.....المرأة ..الأم...الوقت..الأمل.. الحب.. الإنسان......مفردات أعماله الحاضرة في مشروعه الذي يهرب به من إنفلاتاتٍ وجدانيةٍ لا نهائية حريصاً على أن تكون جواز سفره السادس.
المخرج السوري باسل الخطيب يمزج اليوم رموز التحدي و الصمود و الحب و الإنتماء و الأخلاق و الإنسانية ليدخلها في الفيلم الإبداعي الجديد ليكون أيقونةً جديدة في السينما السورية, وثيقةٌ جميلةٌ مجازيةٌ لمساحة الحلم و اليقظة ، و تجليات العبور لأحداثٍ موحشةٍ بين ماضيها و حاضرها و مستقبلها ....إنجازٌ يطفو على ذاكرةٍ مشرقةٍ مُشبعةٍ بِطيفٍ واسِعٍ من مفردات الحب و الوجع و التضحيات و البطولة ، يختصرها بكلمةٍ واحدة.
الإعتراف......فيلمٌ روائي طويل من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ، أخرجه باسل الخطيب بعد تعاونه مع نجله مجيد الخطيب في كتابة السيناريو .
تم عرض الفيلم لأول مرة في الساعة 6 مساء يوم الأربعاء 17/يوليو/2019 في سينما سيتي بدمشق ، بحضور عددٍ من الفنانين السوريين و شخصيات سياسية و دبلوماسية و و إعلامية و طيف من الجمهور.
بعد الوقوف دقية صمت إجلالاً و إكباراً لأرواح الشهداء ثم عزف النشيد الوطني ، ألقى المدير العام للمؤسسة العامة للسينما الأستاذ مراد شاهين كلمةً أشار فيها إلى الإفتخار الكبير بالمخرج باسل الخطيب المنتمي بعراقته و أصالة إبداعه للعائلة السينمائية السورية التي كان من أهم واجبات مؤسستها رفد السينما السورية بالفنانين المبدعين للحفاظ على هذه العراقة الثقافية الإبداعية .....مضيفاً إلى أن إبداع نجوم الفن في سوريا لم يأت من فراغ بل بسبب الفوز بقلوب و محبة المشاهدين الذين وجدوا أعمالاً تلمس أحاسيسهم و تترك أثراً طيباً في العقول و الوجدان ، وهو ما ساهم في إنجاح فيلم.....الإعتراف.
شاهين أثنى على حضور الفنان غسان مسعود و مشاركته في هذا العمل ليكون فرداً من أفراد أسرة السينما السورية بإمكاناته العظيمة العالمية التي ألغى بها الحدود من قاموسه .
بدوره الفنان غسان مسعود أكد أن هذا العمل هو أول مشروع سينمائي يشارك به في سوريا ، و هو يتمنى أن يعيد هذه التجربة الوطنية لما تمثله من سعادة مطلقة له أكثر من النجومية العالمية .
المخرج باسل الخطيب أفاد بأن فيلم الإعتراف كان جاهزاً للعرض منذ أكثر من عام حيث تم تصويره قبل فيلم " دمشق حلب " . إلا أن التوقيت الحالي لعرضه هو الوقت المناسب. وعن مشاركة نَجلِهِ مجيد الخطيب في هذا الإنجاز ، فهو نابع من إيمانه بالنتائج العظيمة التي يمكن الحصول عليها عند مزج جيلين مختلفين ....
و بالنسبة لدور الفنانة ديما قندلفت للمرة الأولى في مثل هذا العمل ، فإن ذلك يعود إلى الإبداع الذي يمتلكه الفنان مهنياً بغض النظر عن الصداقات و العلاقات الإجتماعية.
الخطيب أضاف بأنه سعيد جداً بهذه المشاركة للفنان غسان مسعود والتي لن تكون الأخيرة ....منوهاً بأن الفيلم القادم سيكون بمشاركة الفنان دريد لحام الذي كان حاضراً للعرض و هو الذي أكد بأن الوقت حان لبداية تحقيق الأحلام الكبيرة .
وعن مشاركة العمل في المهرجانات السينمائية العالمية فقد أكد الخطيب بأن هذا أمر لا بد منه خصوصاً أن الأعمال السابقة لاقت قبولاً واسعاً و حصدت العديد من الجوائز و لكن الأهم بالنسبة له هو الإقبال و التفاعل الجماهيري خصوصاً داخل المجتمع السوري, مع الأخذ بعين الإعتبار أن فيلم " دمشق حلب " نال إعجاب المشاهدين العرب داخل و خارج سوريا و هو ما يعتبر تمهيداً لطريق الوصول إلى المهرجانات السينمائية العالمية و المنافسة بها .
حضر الحفل أبطال العمل, غسان مسعود _ كندة حنا _ عُلا سعيد _ حسن دوبا _ فارس ياغي _أسيمة أحمد _ وائل أبو غزالة _ يوسف مقبل _ روبين عيسى _ .
الأطفال :_ رند عباس _ ربيع جان _ رنا العظم, وقد إعتذر عن الحضور :_ محمود نصر _ ديما قندلفت ...بسبب تواجدهما خارج سوريا.
ختاماً نقول,ان المتابع لأحداث الفيلم, يقف حائراً و معجباً بنفس الوقت أمام حالة المزج التي إستخدمها المخرج في النهايات المغلقة و المفتوحة تاركاً الباب مفتوحاً على مصراعيه لخيال المُشاهِد لكي يرسم النهاية التي يريدها في عَمَلٍ قَلَّ نظيره ، من خلال تسليط الضوء على مرارة الواقع التي لامست الضمير و الأحاسيس و العواطف و المشاعر الإنسانية والتي أفرزتها أحداث مأساوية تحكمت في مصير طَيفٍ واسع من المجتمع تركت الإجابة شبه مستحيلة على هذا السؤال......
هل ينتصر الحُبُ في زمن الحرب أم لا؟؟؟؟؟؟.......
شاهدوا الاعلان الترويجي للفيلم بالفيديو المرفق