منذ بدايات الحرب على سوريا وانا اتابع وعلى الارض وفي الميدان تفاصيل هذه الحرب بمختلف المناطق السورية واعرف تفاصيلها والكثير من اسرارها وحقائقها. شاهدت الضباط والجنود الروس في المعارك من حلب وحماه الى دير الزور والبادية بأكملها والغوطة والجنوب السوري وفي ريف اللاذقية ..
في احدى المعارك استشهد معنا عقيد بالجيش الروسي وبترت قدم عميد آخر .. وفي معارك اخرى سقط العديد والعديد من الشهداء الابطال للقوات الروسية والايرانية وحزب الله
القوات الروسية شاركت فعليا في مختلف المعارك وفي مختلف الاراضي السورية اضافة الى القوة النارية الصاروخية وسلاح الطائرات الروسي الذي كان يفتك فتكا بفصائل الإرهابيين.
سأقول كلمتي وانا اعرف ان هناك الكثير من العاملين على مواقع ما يسمى بالمعارضة وعلى واجهة صفحاتهم صورة السيد الرئيس الاسد كذبا ونفاقا, ومهمتهم هي دس السموم في افكارنا وضرب معنوياتنا وتشويش افكارنا وهذا جزأ من الحرب النفسية يجيدونها بسبب غباء الكثيرين منا للأسف. ايضا هناك الكثير من المتشدقين واصحاب الفكر ( الرفيع ) على صفحات الفيسبوك الذين يعيشون بيننا والذين سوف يتدافعون ربما ( لشتم أمي ) كالعادة ردا على ما اكتب من وقائع اكبر من سخافة تفكيرهم ..
كل الاحترام والاجلال للجيش والقوات المسلحة السورية الباسلة, حيث اقاتل ومنذ سنوات الى جانب هذا الجيش الاسطوري الصامد, وكل الرحمة لهؤلاء الجنود الابطال الذين استشهدوا من أجل بقاء بلدهم وشعبهم وقدموا كل ما يستطيعون حتى الرمق الأخير دفاعا عن وطنهم سوريا ..
هناك حقائق يجب ان ندركها جيدا ونتمعن بها جيدا ..
من هذه الحقائق اننا صمدنا قدر استطاعتنا حتى تشرين من العام 2015 حين تقدمت ووصلت ارتال الارهابيين الى سهل الغاب وكانوا حينها على بعد ايام او اسابيع قليلة من مواصلة التقدم وصولا الى الساحل السوري.
بالتأكيد كنا سنقاتل كجنود سوريين وحلفاء واصدقاء ونواجه وندافع حتى الممات وحتى النفس الأخير. ان الذي منع الارهابيين من الوصول الى الساحل السوري وريفه ومدنه كان التدخل الروسي القوي الذي قامت به طائراته وصواريخه العابرة التي دكت مواقع الارهابيين بشكل لم يحصل منذ الحرب العالمية الثانية, ودمرت مراكزهم ودباباتهم وآلياتهم وجعلت من جثثهم هباء منثورا, وأوقفت الزحف الذي كان الارهابيون ينوون متابعته بهدف الوصول الى الساحل السوري وربما حينها ما كان سيبقى لا مرفئ طرطوس ولا كورنيش للتنزه وتدخين الاركيلة في مقاهي تلك الارصفة.
في ذاك الوقت منعت روسيا حملة السكاكين التي كانت ستعمل ذبحا باهالي ريف ومدن الساحل ومنعت وصولهم الى طرطوس وميناء طرطوس الذي بسببه يتبارى بعض السوريين اليوم على صفحات الفيسبوك في الإساءة الى الصديق الوفي الروسي ووصفه بالمحتل
لماذا وصفوه بالمحتل !! السبب هو عقد استثمار مرفأ طرطوس وادارته اقتصاديا من قبل الاصدقاء الروس, حيث اصبحت قصة السيادة والاستقلال شبيهة بقصة السيادة والاستقلال اللبنانية الشهيرة ..
هل تعرفون يا أصدقائي السوريين حجم عمليات استثمار كاملة لمرافئ في دول العالم تديرها دول أخرى, فشركة مرافئ دبي مثلا تدير بعقود استثمار الكثير من مرافئ في دول العالم وايضا الصين ودول اوروبية في مختلف قارات العالم ..
سوريا ليست الحالة الوحيدة في العالم التي تأتي بها دولة اخرى لإستثمار مشاريع فوق اراضيها, وهل تعرفون كيف تدفع سوريا تكاليف واثمان السلاح والنفط الذي يصل اليها والمساعدات التي منعت انهيار الليرة السورية ومنعت الدولار من الوصول الى ربما خمسة الاف ليرة للدولار الواحد؟؟ سوريا تدفع ديونها من خلال الارباح التي يحصلها كلا من ايران وروسيا من مشاريع واستثمارات في سوريا .. يعني عمليا لا ندفع لا بصورة فورية ولا بصورة آجلة .. بل يأخذون ديونهم من الارباح التي يحصلون عليها من عقود الاستثمار ..
قبل التدخل الروسي كانت السيطرة السورية على ما يقارب ثلاثون بالمائة من اراضي الجمهورية العربية السورية, لكن بعد التدخل الروسي استعدنا السيطرة على ما يقارب سبعون بالمائة من الارض وتحريرها من اصحاب اللحى الطويلة والدبيحة حملة السكاكين. قدم حزب الله وايران وروسيا شهداء على هذه الارض السورية .. ولولاهم لكان الوضع مختلف كليا تماما دون مواربة ولا دوران ولا افكار عنترية ..
من المعيب ان اقرأ كلمات لسوري يطعن احيانا بإيران واحيانا بحزب الله والآن بدولة صديقة مثل روسيا. بالتأكيد كل الشكر والتحية لابطالنا ابطال الجيش العربي السوري الاسطوري الذي صمد ذاك الصمود الذي ادهش الاعداء قبل الاصدقاء والذي شجع الاصدقاء للتحالف ومد يدالعون ضد الارهاب, غير أن لكل عزيمة قدرة لا تتخطاها ..
إن الطعن بالاصدقاء والحلفاء والتشكيك بهم هو أمر معيب .. معيب جدا وغير اخلاقي, وأيضا ليتنا ندرك انه منذ العام الأول للحرب على سورية, كانت البوارج والطائرات الاميركية والناتو جاهزة لتدمير سوريا وحرقها كليا لولا الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن ..
ارجو ان نتحلى بالوعي والفهم والاخلاق قبل ان نكتب وقبل ان نوجه الإتهامات التي هي اقسى من الطعنات الى اصدقاء اوفياء, الاتفاق الذي يحصل على اية عملية استثمار او عقد كبير لا يمر إلا عن طريق وموافقة القيادة السورية والرئيس الاسد ..
هل نتهم الرئيس الاسد وهو واحدا من اعظم القادة الذين مروا في تاريخ الأمم, بالخيانة الوطنية ايضا كما يقول عنه خونة الاوطان من معارضين وغيرهم لأنه وافق على عقد استثمار مرفئ طرطوس الذي هو تحالف سوري روسي من نوع جديد لكسر الحصار الأقتصادي بشكل نهائي, فتوقيع عقد تأجير ميناء طرطوس لروسيا لمدة ٤٩ عام للنقل والأستخدام الأقتصادي اعتبارا من الأسبوع القادم وبهذه الطريقة سيعتبر هذا الميناء استثمار روسي و غير مشمول بالعقوبات والحصار الأقتصادي على سوريا و لا يمكن منع أي ناقلة نفظ أو السفن التجارية من دخوله.
تنويه هذا الأستثمار تتم دراسته بين الجانبين السوري و الروسي منذ عام ٢٠١٨ إلا أن الاعلان عنه بشكل مفاجئ وبهذا التوقيت والاسراع في تنفيذه خلال اسبوع سيعتبر ضربة مقصودة من روسيا ضد امريكا لإفشال الحرب الأقتصادية على سورية الحبيبة وصفعة قوية لترامب وقانون قيصر.
ختاما اقول لاصدقائي واحبائي السوريين قليل من الأخلاق يا سادة, وقليل من الوعي لما يحصل حولنا, بإمكانكم أن تقولوا عني ما تشاؤون ولكن ارجوكم كونوا اوفياء لمن وقفوا معكم, ولا تشتموا أمي ..