عندما يسعى من أصيب بعشق العمل الصحفي واستقصاء الحقيقة لسرعة الإنجاز، فأبسط الإيمان توخي الحقيقة بإمتياز.ليس ظناً ، حتى نقول بعضه أو جُلَهُ إثم ، بل هو نبأ كاد أن يصيب أيادي الرحمة بسهم..
بكل أسف سعت بعض الصفحات والمواقع الإلكترونية ووسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية إلى تجاهل الدقة و الموضوعية في نقل و صياغة الخبر الصحفي...مبتعدةً بقصد أو بدون قصد عن أدنى معايير كتابة و إعداد التقرير الصحفي من خلال تحويله إلى خبر عاجل إنتشر إنتشار النار بالهشيم و ذلك من خلال إستخدام سياسة القص والنسخ و اللصق التي سادت مؤخراً و باتت تصيب الصحفي و مستقبله و مهنيته في مقتل, خصوصاً عندما يتحول النقد البناء الوارد في خبر ما إلى إتهام...
خبراً و ياليته كان خبراً بل مجرد سوء قراءة و إطلاع و تحليل، بموجبه و بسبب عدم إستقصاء حقيقته باتت الصحافة الصفراء مكاناً له بكل جدارة .
النقد أو الإتهام إن صح التعبير كان على الشكل التالي :
" السيد وزير التعليم العالي يوعز بتنفيذ إقتراح مدير عام مشفى جراحة القلب الجامعي في دمشق و الذي ينص على فصل الشعبة الجراحية الموجودة في مشفى الأطفال عن المشفى الجامعي لجراحة القلب وإلحاقها بمشفى الأطفال و إيقاف عمليات القلب عند الأطفال تحت سن 14 عام مع القثطرة و الإيكو في القسم القديم و حصرها في الشعبة الموجودة في مشفى الأطفال "
ومن منطلق الإحساس بالمسؤولية وتوخي أقصى درجات الدقة في نقل المعلومة الصحفية غير منتظرين بياناً من هنا أو هناك, وإيماناً منا بقدسية مهنة الإعلام و مكانتها و دورها في هذه الظروف العصيبة, فإن شبكة آرام بريس الإخبارية أخذت على عاتقها تصويب الأمور بإتجاهها الصحيح و إستقصاء الخبر من مصدره عسى و لعل أن نساهم في تبيان الحقيقة .
فكان لنا شرف اللقاء مع سعادة الدكتور حسام خضر مدير عام مشفى جراحة القلب الجامعي في دمشق والذي أجاب خلاله عن كل الإستفسارات.
س1 :_ هل تحتمل مشفى الأطفال الجامعي بدمشق هذا الضغط الذي قد تتعرض له بعد قرار إغلاق شعبة جراحة القلب عند الأطفال المتواجدة في مشفى جراحة القلب الجامعي، و نقلها إلى مشفى الأطفال....؟
ج1 :_ القرار ليس كما فهمه البعض بأنه إغلاق شعبة ، و إنما تبعية إدارية.
س2 :_ هل يعني ذلك أن شعبة جراحة القلب عند الأطفال المتواجدة في مشفى جراحة القلب الجامعي لم يتم إغلاقها ونقلها و أنها مازالت تقدم خدماتها حتى الآن....؟
ج2 :_ بكل تأكيد...و إسمح لي أن أشرح ذلك بإستفاضة :_
اولا... جراحة القلب عند الأطفال هي أمر تخصصي، يحتاج إلى مناخ ملائم للعمل و كادر مختص بالتعامل مع الطفل سواءً من ناحية العناية الفائقة التي تأتي بعد العمل الجراحي أو الرعاية الطبية الإستشفائية التي قد تكون قبل ذلك ...ناهيك عن توفير البيئة الملائمة لرعاية الطفل .
ثانيا... هذا كله متوفر في مشفى الأطفال بالرغم من إجراء التوسعة والتجهيزات التي تحتاج إلى عام كامل علماً أننا نجري العمليات الجراحية لمن هم فوق ال14 عاماً أما من هم دون ال8 أعوام فتتم عملياتهم في مشفى الأطفال, كل ذلك من خلال إتباع التوصيات العالمية التي توجب فصل العمل الطبي عند الأطفال عن العمل الطبي عند الكبار .
ثالثا... العناية و المهارة الطبية السريرية و الجراحية متواجدة بشكل متكافئ لكل من الكبار و الأطفال سواءً هنا في مشفى جراحة القلب الجامعي أو في مشفى الأطفال...يضاف إلى ذلك الدعم المتبادل في رفد الكادر الطبي و المستلزمات الإسعافية و الجراحية .
٤_ القرار 379 الصادر بتاريخ 4/7/2019 يتضمن تبعية شعبة جراحة القلب عند الأطفال المتواجدة في مشفى جراحة القلب الجامعي بدمشق إدارياً إلى مشفى الأطفال الجامعي بدمشق و ليس إغلاقها ، وهذا يعني أن العمل لن يتوقف نهائياً و كل ما في الأمر هو ترتيبات إدارية.
س3 :_ ماهي الغاية من عملية النقل أو التبعية .....؟
ج 3:_ تسمية الأمور بمسمياتها و فرز الإختصاص، علماً أن الشعبة القلبية موجودة في بناء مشفى الأطفال في الطابق الخامس منذ أن تأسست عام 2009 و العمل مستمر فيها حتى هذا العام .
س4 :_ عندما نعلم أن عدد الأطباء المختصين في جراحة القلب عند الأطفال تسعة أطباء فقط داخل كادر المشفى ، ألا يشكل هذا العدد عقبة أمام أداء العمل.....؟
ج4 :_ إذا كنت تقصد أن العدد قليل فأنا أخالفك الرأي ، العدد جيد و مناسب و يغطي الإحتياجات.
س5 :_ هناك نقد موجه إلى التوقيت الطويل في مواعيد إجراء العمليات الجراحية، مفاده أن مدة الإنتظار للعمليات المستعجلة تستغرق 1_6 أشهر و العمليات الإسعافية 2_3 أشهر .....؟
ج5 :_ بما أننا المشفى الوحيد الذي يجري العمليات بشكل مجاني فمن الطبيعي أن يكون هناك إنتظار ، علماً أن سياسة الإنتظار هي سياسة عالمية في هذا المجال ، بحيث أن العمليات المستعجلة تخضع في إجرائها لتقدير الطبيب المشرف على الحالة . أما العمليات الإسعافية فلا تأخير في إجرائها بدليل أننا أجرينا مساء الأحد الماضي عمليتين جراحيتين تكللتا بالنجاح .
س6 :_ هل هناك أي تسجيل لعجز سنوي في إجراء العمليات.....؟
ج6 :_ بالرغم من سياسة الإنتظار إلا أن إجراء العمليات يتم بشكل مدروس ما يؤدي إلى عدم وجود أي عجز سنوي .
س7 :_ إحداث مراكز متخصصة لجراحة القلب عند الأطفال على صعيد الجغرافية السورية يساهم في تخفيف معاناة المواطن ، ماهو دوركم في إحداث مثل هذه المراكز ......؟
ج7 :_ نحن تطرقنا إلى سد هذه الثغرة بما نملكه من إقتراحات....و مشاريع, ففي المؤتمر العلمي حول جراحة القلب عند الأطفال والذي أقامته مؤخراً وزارة التعليم العالي و الجامعات تمت التوصية بإحداث مراكز متخصصة لجراحة القلب عند الأطفال في جامعتي حلب و تشرين و هذا الأمر قيد الدراسة الآن.
.............................
في نهاية هذا اللقاء لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل إلى سعادةالدكتور حسام خضر مدير عام مشفى جراحة القلب الجامعي في دمشق على رحابة صدره و شفافيته في تقبل الرأي و الرأي الآخر و مساندته لوضع الأمور في نصابها الصحيح .