اعزائي القراء والمتابعين, الصورة المرفقة بهذا التحقيق الصحفي عن واقع السادة عمال النظافة في مدينة دمشق, هي ابلغ تعبير عن معاناتهم, تاملوا عامل نظافة يدفع امامه عربة متهالكة يقارب وزن جمولتها من القمامة ال 350 الى 400 كلغ.
مواكبةً لمسيرة التطوير و التحديث التي تشهدها سوريا في ظل عملية إعادة الإعمار ، ومن منطلق التشاركية في هذه العملية و الإحساس بالمسؤولية, فإننا لا نستطيع أن نُغفِل الدور الفعال لِمُديريات النظافة و الأعباء المُلقاة على عاتقها بشكل عام و على عاتق عامل النظافة بشكل خاص .....
هذا العامل الذي وجدناه أحد بُناة الحضارة وهو على رأس عمله، و جندي رديف إلى جانب إخوته جنود الجيش العربي السوري في الخطوط الأمامية لجبهات القتال عندما لبى نداء الوطن .....فمنهم من قضى نَحبَه شهيداً و منهم من أُُصيب و منهم من أنهى خدمة الإحتياط ليعود إلى عمله الأساسي, وبما أن السكوت عن الحق هو الباطل بعينه ، و يُعتَبَرُ جريمةً لا يقبلها مجال الإعلام المهني الصادق والملتزم بقضايا الوطن والمواطن والذي تشهده سوريا, فقد آثرنا في موقع شبكة آرام بريس الإخبارية أن نُلَبي النِداء و نضع الأمور في نصابها و في ذمة أصحاب الشأن و القرار. فبعد ان ورد إلينا في شبكة ارام بريس الاخبارية, عِدَّة شكاوى من عمال النظافة في مدينة دمشق تطالب بإنصافهم خصوصاً أن مطالبهم تعتبر من أبسط الحقوق .ولدى استقصاء واقع هذه الشكاوى م تبين لنا ما يلي :_
1_النقص الكبير في عدد عمال الورديات الصباحية و المسائية و الليلية .
2_عدم توفير اللباس المخصص للعمل .
3_النقص الحاد في الأدوات التي يحتاجها العامل لأداء عمله والتي تكاد أن تكون معدومة .
4_ عدم صلاحية عربات نقل القمامة بسبب إحجام قسم الصيانة عن إجراء الإصلاحات اللازمة.
5_ أغلب عمال النظافة يقومون بإصلاح عرباتهم على نفقتهم الخاصة خوفاً من توقف العمل و تعرضهم للعقوبات ، علماً أن هذه العملية تؤدي إلى إنعكاسات سلبية على الحالة النفسية و الإجتماعية للعامل لأنها تستنزف راتبه الشهري . ناهيك عن عدم قانونية هذا العمل .
6_ بعض سائقي سيارات نقل القمامة يُطلَبُ منهم البقاء على رأس عملهم لساعات متأخرة بعد إنتهاء دوامهم الرسمي ، بحجة عدم وجود بديل ، دون إحتساب أجر العمل الإضافي ، تحت طائلة التعرض للعقوبة من قبل المراقب إذا رفض العامل هذه التعليمات .
7_ عدم توفير باص نقل مَبيت ، لنقل العمال من و إلى أماكن سَكَنهم البعيدة...... و المثال على ذلك أن بعض العمال الذين يقطنون في الأرياف يتكبدون مُعانات النقل على حسابهم الخاص الذي يصل إلى 700 ل س في اليوم ما يعني أن نصف الراتب الشهري يذهب هَباءً منثوراً .
8_ لوحِظَ وجود براميل في عدة أماكن يتم إلقاء القمامة فيها غير ملائمة لهذه الحالة ، بحيث تؤثر بشكل سيئ على عمال النظافة بسبب إعتمادهم على الجهد العضلي المُضني يومياً لإفراغها في سيارات النقل ....والمنطق يقول ان يكون هناك حاويات قمامة ملائمة يتم إفراغها بشكل آلي في سيارات النقل .....مع العلم أن هذه الحاويات متوفرة و بعدة قياسات و لكن عدم توزيعها في أماكنها هو الأمر الواقع.
9_بعض عمال النظافة يحملون شهادة الثانوية بفرعيها العلمي و الأدبي......أليس من العدل إجراء تعديل على أوضاع هؤلاء العمال ووضعهم في المكان الإداري المناسب
لهم مع العلم أنه يوجد موظفين في المديرية العامة للنظافة بنفس المستوى العلمي .
10_ وردنا معلومات شبه مؤكدة و نحن بصدد إستكمال الدراسة الإستقصائية المعمقة لها تفيد بأن بعض عمال النظافة و الموظفين الإداريين لا يظهرون على أرض الواقع إلا عند إستلام الراتب الشهري¡¡¡¡¡؟؟؟؟؟؟
11_ إشتكى أغلب عمال النظافة حرمانهم من المكافآت المالية بسبب نظام الفرز الوظيفي ، الذي ينقسم إلى ثلاث فئات/ الدائم ، الموسمي ، المؤقت / و المثال على ذلك :_
مكافأة عيد الفطر التي بلغت قيمتها 5000 ل س تقاضاها البعض بإستثناء العامل الموسمي و المؤقت....مع العلم أن راتب العامل الموسمي و المؤقت أقل من راتب العامل الدائم ، و المنطق يقول أن تتم مكافأة الموسمي و المؤقت قبل الدائم بسبب الفارق في الراتب الشهري ، يضاف إلى ذلك أن نظام العقوبات و الجهد العظلي الكبير الذي يبذله العامل هو نفسه في الفئات الثلاث .
12_ العمال المندرجين تحت فئة الموسميين و المؤقتين ، طالبوا بتثبيتهم و رفع كابوس الرعب الذي ينتابهم مع عائلاتهم خشية الإستغناء عن خدماتهم بين ليلة و ضحاها بحجة أن عقودهم مؤقتة أو موسمية تجدد كل 3 أشهر....علماً أن بعضهم تخطى ال4 سنوات بهذه الصفة دون أي تعديل على وضعه .
13_ إذا كان الحال في مديرية نظافة مدينة دمشق كما هو عليه الآن في ظل هذه المعاناة لعمال النظافة.....و بالذات قضية الموسميين و المؤقتين فإن السؤال الذي يطرح نفسه....عمال النظافة الموسميين و المؤقتين الذين أستشهدوا أثناء أداء عملهم بسبب قذائف الحقد والارهاب، هل تتمتع عائلاتهم بكافة الحقوق و المزايا المالية الممنوحة لعائلات العمال الدائمين ؟؟؟؟؟
نتمنى من السيد محافظ مدينة دمشق الاستاذ عادل العلبي ان يتامل الصور المرفقة جيد, ليصل الى حقيقة واقع معاناة اخوتنا عمال النظافة من اجل العمل على انصافهم وعائلاتهم.