نتعرف في هذا المقال على مفهوم كل من القذف المبكر، والقذف المتأخر، ثم نعرج على الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، ونختم بعرض الطرق والعلاج الذي يوصلنا لحل لهذه المشكلة التي يعاني منها بعض الأزواج فتفقدهم متعة العلاقة الزوجية، فضلاً عما تسببه من إزعاج للزوجة، تفاصيل هذه النقاط في السطور التالية وبحسب ما جاء في مجلة "الجميلة."
نبدأ بتعريف القذف المبكر، ويقصد به فقدان السيطرة على القذف وغالباً ما يرتبط بوصول الشريكة لسعادتها من عدمه، المعدل العام الذي حدده الاختصاصيين هو ١٠ إلى ١٥ دقيقة، لكنه معدل غير واقعي وغير دقيق لأن القذف يرتبط بعوامل أخرى لا يمكن لأي اختصاصي تحديدها بمدة زمنية خصوصاً وأنها كما قلنا ترتبط بسعادة الشريكة التي قد تتطلب وقتاً أطول أو أقصر، لكن بطبيعة الحال يمكن الحديث عن قذف مبكر حين يفقد الرجل سيطرته بعد دقيقة أو دقيقتين مثلاً، أي أن القذف المبكر هو فقدان السيطرة خلال المراحل الأولى من العلاقة.
أما القذف المتأخر، فيعني صعوبة حدوث القذف أو استغراقه وقتاً طويلاً جداً رغم الانتصاب والإثارة، وفي حالات نادرة لا يتمكن الرجل من القذف إطلاقاً فيكون يعاني من حالة أخرى تسمى عدم القذف، المشكلة هذه لا تؤثر على الأداء إطلاقاً بل إن الرجل يمكنه ممارسة العلاقة لوقت طويل لكنه غالباً ما يدخل في مرحلة التوتر حين لا يتمكن من القذف كما أنه يفقد بعد مدة رغبته في ممارسة العلاقة لأنه ببساطة لا يمكنه الوصول إلى سعادته.
نصل الآن إلى الأسباب، وأسباب القذف المبكر نفسية بمعظمها ونادراً ما تكون عضوية، خلافاً للمتأخر الذي تتداخل فيه العوامل البيولوجية مع النفسية.
فمن أسباب القذف المبكر الاكتئاب والقلق حيال الأداء وقلة الثقة بالنفس، يضاف إلى ذلك نظرة الرجل للجنس وخوفه من عدم إرضاء الشريكة جنسياً، في حالات نادرة يكون السبب بيولوجي وهو يرتبط بشكل مباشر بنقص في مادة السيروتونين أو بخلل في المستقبلات العصبية، كما أن التهاب البروستاتا والخلل في الهرمونات من الأسباب البيولوجية التي تؤدي إلى سرعة القذف.
في المقابل فإن أسباب القذف المتأخر ترتبط بمجموعة من الأمراض ومنها السكري أمراض القلب وأمراض الضغط، بالإضافة إلى تلف أعصاب النخاع الشوكي أو الأعصاب المسؤولة عن عملية القذف، كما أن الهرمونات لها دورها أيضاً فأي اضطراب في هرمونات التستوستيرون والبرولاكتين تؤدي إلى تأخر القذف، وفي حال كان الرجل قد تعرض لسكتة دماغية في مرحلة ما من حياته فهو سيعاني من هذه المشكلة، إضافةً إلى أن تداخل الأدوية مع وظائف الجسم الطبيعية وخصوصاً العقاقير المضادة للاكتئاب وأدوية ارتفاع ضغط الدم وبعض مدرات البول تساهم في مضاعفة المشكلة.
وهناك بعض الأسباب النفسية المرتبطة بالقذف المتأخر كعدم قدرة الرجل على التفاعل لدرجة الوصول إلى السعادة مع زوجته، وقد يرتبط ذلك بكونها لا تثيره جنسياً أو بكونه يحتاج إلى محفزات أخرى لا توفرها له، فضلاً عن أن الاكتئاب ونظرة الرجل السلبية للجنس بالإضافة إلى الخلافات الزوجية من المسببات أيضاً.
بعد عرض المشكلتين وأسبابهما نصل الآن إلى العلاج، وعلاجهما بطبيعة الحال يرتبط بالأسباب التي أدت إلى المشكلة، ففي حال كانت المشكلة نفسية فان العلاج سيكون نفسياً وسيتطلب وقتاً طويلاً وأحياناً مشاركة من الزوجين، وفي حال كانت الأسباب بيولوجية فيصار إلى وصف العقاقير المناسبة وفق الحالة، وفي حالة القذف المتأخر قد يصار إلى إخضاع الرجل إلى عملية جراحية لإزالة البروستاتا في حال كان يعاني من القذف الرجعي وهو عدم خروج المني بل القيام بمسار عكسي نحو المثانة.
وهنا يطلب من الزوجة التفهم وتثقيف نفسها قدر ما تستطيع عن الأسباب وطرق العلاج، كما أن استيعاب الحالة هو الأساس، ومن هناك يمكن التواصل مع الشريك حول المشكلة والوصول إلى حلول تمكن الطرفين من الوصول إلى سعادتهما.