أنذر مجلس الشيوخ الأمريكي، أنقرة إنذارًا نهائيًا، والذي بموجبه يجب على تركيا أن تختار بين روسيا والغرب.
ونقل موقع "بلومبرغ" عن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، جيمس إنهوف، الذي حل محل جون ماكين مؤخراً في هذا المنصب، أنه قد حان الوقت لأن تقرر أنقرة وتتصرف وفقاً لوضعها كعضو في الناتو. وقال إنهوف: "يجب على تركيا أن تختار بين روسيا والغرب. إذا كانت تريد البقاء في برنامج "إف-35" ، فعليها رفض شراء "إس-400"".
وشدد إنهوف على أن تركيا "تنتظر العواقب" في حال استمرت في عملية شراء "إس-400"، لكنه لم يوضح الإجراءات التي سيقوم باتخاذها. وفقا لبلومبرغ ، فإن الولايات المتحدة تخشى من أن ، بعد تسليم منظومة "إس-400"، سيصل الخبراء العسكريون الروس إلى تركيا، وسيكتشفون أسرار "مكافحة الرادار" في القاذفات الأمريكية المقاتلة "إف-35".
وقال الخبير العسكري ستيفن زالوغي "هناك مخاوف من أن يسمح الأتراك للأخصائيين الروس باختبار رادارات "إس-400" ضد طائرات F-35 التركية، من أجل إبطال خواص "مكافحة الرادار" في المقاتلة الأمريكية". يذكر أنه تم توقيع عقد لتوريد أنظمة الدفاع الجوي الروسي "إس-400" في عام 2017. ووفقاً للوثيقة، يجب أن تحصل تركيا على أربع كتائب من "إس-400" بمبلغ 2.5 مليار دولار.
ونحن في موقع سيريا-إن- (شبكة ارام بريس الاخبارية) نود الاشارة الى ان ما حدث في فرنسا من احتجاجات اشعلتها وقادتها مجموعات السترات الصفراء بعد ان تحدى الرئيس الفرنسي ماكرون الارادة الامريكية قد يحدث في تركيا ولكن بوتيرة ابشع واسوأ, في الواقع المجرد ان ماكرون لم يتحدى الحكومة الامريكية الظاهرة ممثلة بترامب وفريقه, انما تحدى مجلس حكماء العالم ال 33 والحكومة الخفية في الولايات المتحدة الامريكية المتمثلة باللوبي الصهيوامريكي والذي يقود الصناعات الثقيلة الامريكية من نفط وطاقة وسلاح ورأس المال العابر للقارات, والذي يسيطر بدوره على الناتو, وهذا اللوبي العابر للقارات لن يسمح بخروج اي دولة اوروبية من تحت عباءة الناتو, فكيف هو الحال مع تركيا وتعنت رئيس نظامها اردوغان الذي صرح سابقا بقوله (تركيا لن تطلب الاذن من احد لشراء منظومات ال اس 400), ما يشكل تحديا واضحا للناتو ونظامه لكون تركيا ما تزال عضوا فيه.
اذا عدنا بالذاكرة لاشهر قليلة فقط, نلاحظ ان -فركة الاذن- لتركيا ورئيس النظام التركي اردوغان والتي تمثلت بإضعاف القوة الشرائية لليرة التركية وسعر صرفها مقابل الدولار, حيث اقتربت في وقتها من حدود الانهيار, لم تكن سوى انذارا لاردوغان التابع والماجور للناتو بعدم التمرد على السلطة الامريكية وسلطة الناتو, مما اظهر الامر كله وكانه مجرد لعبة متفق عليها بين الامريكي والنظام التركي, الا ان الحقيقة الواقعية تشير الى عكس ذلك, مما يشير الى ان راس المال العابر للقارات والمحمي من حلف الاطلسي قد يعمل على ضرب الاقتصاد التركي, وتشجيع جماعات الضغط التركية في الداخل من اجل اشعال تركيا.
الشهور القادمة ستوضح لنا ما اذا كان اردوغان سيرضخ للناتو ولامريكا ويمتثل للانذار الاخير الذي وجهه له مجلس الشيوخ, ام انه سيشق عصا الطاعة ويتمرد على امريكا وحلف الاطلسي؟؟؟ وفي كلا الحالتين نوضح لقرائنا ان اردوغان والنظام التركي سواء امتثل لاوامر امريكا والناتو ام لم يمتثل فان الشتاء التركي الساخن قادم لا محالة وسيكون بشعا وسيئا جدا, ولدينا في المنطقة امثلة كثيرة حيث تخلت امريكا عن العديد من رؤوس الانظمة الحليفة لها, وتركتهم يواجهون مصيرهم. الولايات المتحدة وحكومتها الخفية لا تهتم لحلفائها, سواء بقوا تحت العباءة الامريكية ام شقوا عصا الطاعة وتمردوا, فمن منطلق اهداف حكماء العالم ال 33 هو السيطرة وتفتيت الدول مهما كان الثمن الذي ستدفعه الدول التي شهدت وستشهد ربيعا او خريفا او شتاء ساخنا.